فصل: فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الحجر: الآيات 78- 83].

{وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (79) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (81) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83)}.
{وَإِنْ} الواو استئنافية وإن مخففة من إن واسمها ضمير الشأن محذوف والجملة مستأنفة {كانَ أَصْحابُ} كإن واسمها {الْأَيْكَةِ} مضاف إليه والأيكة الشجر {لَظالِمِينَ} اللام الفارقة وخبر كان منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم وجملة كان خبر إن. {فَانْتَقَمْنا} الفاء عاطفة وفعل ماض وفاعله والجملة معطوفة على جملة محذوفة تقديرها أسرفوا بالإثم فانتقمنا {مِنْهُمْ} متعلقان بانتقمنا {وَإِنَّهُما} الواو حالية وإن واسمها {لَبِإِمامٍ} اللام المزحلقة بإمام متعلقان بالخبر {مُبِينٍ} صفة لإمام والجملة حالية {وَلَقَدْ} الواو عاطفة واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق {كَذَّبَ أَصْحابُ} ماض وفاعله {الْحِجْرِ} مضاف إليه {الْمُرْسَلِينَ} مفعول به منصوب بالياء والجملة معطوفة على ما سبق {وَآتَيْناهُمْ} الواو عاطفة آتيناهم ماض وفاعله ومفعوله الأول والجملة معطوفة {آياتِنا} مفعول به ثان ونا مضاف إليه {فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ} الفاء عاطفة وكإن واسمها وخبرها والجار والمجرور متعلقان بالخبر والجملة معطوفة {وَكانُوا} الواو عاطفة وكإن واسمها والجملة معطوفة {يَنْحِتُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل {مِنَ الْجِبالِ} متعلقان بحال محذوفة {بُيُوتًا} مفعول به {آمِنِينَ} حال {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ} الفاء عاطفة وماض ومفعوله المقدم والصيحة فاعله المؤخر ومصبحين حال منصوبة بالياء.

.[سورة الحجر: الآيات 84- 85].

{فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (84) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)}.
{فَما} الفاء استئنافية ما نافية {أَغْنى} ماض مبنى على الفتح المقدر على الألف للتعذر {عَنْهُمْ} متعلقان بأغنى {ما} اسم موصول في محل رفع فاعل والجملة مستأنفة {كانُوا} كإن واسمها والجملة صلة لا محل لها من الإعراب {يَكْسِبُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر كانوا {وَما} الواو حرف استئناف وما نافية {خَلَقْنَا السَّماواتِ} فعل ماض وفاعله ومفعوله المنصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة استئنافية {وَالْأَرْضَ} معطوفة على السموات {وَما} الواو عاطفة وما اسم موصول معطوف على ما سبق وهو منصوب {بَيْنَهُما} ظرف مكان متعلق بصلة الموصول المحذوفة والهاء مضاف إليه {إِلَّا} أداة حصر {بِالْحَقِّ} متعلقان بمحذوف حال من السموات {وَإِنَّ السَّاعَةَ} الواو استئنافية وإن واسمها والجملة استئنافية {لَآتِيَةٌ} اللام المزحلقة آتية خبر إن {فَاصْفَحِ} الفاء الفصيحة اصفح فعل أمر وفاعله مستتر {الصَّفْحَ} مفعول مطلق {الْجَمِيلَ} صفة والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.

.[سورة الحجر: الآيات 86- 91].

{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجًا مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91)}.
{إِنَّ رَبَّكَ} إن واسمها والجملة مستأنفة والكاف مضاف إليه {هُوَ الْخَلَّاقُ} مبتدأ وخبر والجملة خبر إن {الْعَلِيمُ} صفة {وَلَقَدْ} الواو استئنافية واللام واقعة في جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق {آتَيْناكَ} ماض وفاعله ومفعوله الأول {سَبْعًا} مفعول به ثان والجملة جواب القسم والقسم كلام مستأنف {مِنَ الْمَثانِي} متعلقان بمحذوف صفة لسبعا {وَالْقُرْآنَ} عطف على ما سبق {الْعَظِيمَ} صفة {لا تَمُدَّنَّ} لا ناهية ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفعل في محل جزم بلا الناهية وفاعله مستتر {عَيْنَيْكَ} مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى والكاف مضاف إليه والجملة مستأنفة {إِلى ما} ما موصولية متعلقان بتمدن {مَتَّعْنا} ماض وفاعله والجملة صلة {بِهِ} متعلقان بمتعنا {أَزْواجًا} مفعول به {مِنْهُمْ} متعلقان بمحذوف صفة لأزواجا {وَلا تَحْزَنْ} الواو عاطفة ولا ناهية ومضارع مجزوم بلا الناهية وفاعله مستتر {عَلَيْهِمْ} متعلقان بتحزن {وَاخْفِضْ جَناحَكَ} أمر ومفعوله وفاعله مستتر والكاف مضاف إليه والجملة معطوفة {لِلْمُؤْمِنِينَ} متعلقان بأخفض {وَقُلْ} الواو عاطفة وأمر فاعله مستتر والجملة معطوفة {إِنِّي} إن واسمها والجملة مقول القول {أَنَا النَّذِيرُ} مبتدأ وخبر والجملة خبر إن {الْمُبِينُ} صفة {كَما} الكاف حرف جر وما موصولية متعلقان بآتيناك {أَنْزَلْنا} ماض وفاعله والجملة صلة {عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} متعلقان بأنزلنا {الَّذِينَ} اسم موصول في محل جر صفة للمقتسمين {جَعَلُوا} ماض وفاعله والجملة صلة {الْقُرْآنَ} مفعول به أول {عِضِينَ} مفعول به ثان.

.[سورة الحجر: الآيات 92- 99].

{فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}.
{فَوَ رَبِّكَ} الفاء استئنافية والواو للقسم ورب مجرور متعلقان بفعل أقسم والجملة لا محل لها والكلام مستأنفة والكاف مضاف إليه {لَنَسْئَلَنَّهُمْ} اللام واقعة في جواب القسم ونسألنهم مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والهاء مفعول به وفاعله مستتر وجملة جوابالقسم لا محل لها {أَجْمَعِينَ} توكيد للهاء في لنسألهم منصوب بالياء {عَمَّا} عن حرف جر وما موصولية {كانُوا} كإن واسمها والجملة صلة {يَعْمَلُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة خبر كان {فَاصْدَعْ} الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم {بِما تُؤْمَرُ} ما موصولية والجار والمجرور متعلقان باصدع وتؤمر مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة صلة ما {وَأَعْرِضْ} الواو عاطفة وأمر فاعله مستتر والجملة معطوفة على اصدع {عَنِ الْمُشْرِكِينَ} متعلقان بأعرض {إِنَّا} إن واسمها {كَفَيْناكَ} ماض وفاعله ومفعوله الأول والجملة مستأنفة {الْمُسْتَهْزِئِينَ} مفعول به ثان منصوب بالياء {الَّذِينَ} موصول في محل جر صفة للمستهزئين {يَجْعَلُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة {مَعَ} ظرف زمان متعلق بمحذوف مفعول به ثان ليجعلون {اللَّهِ} لفظ الجلالة مضاف إليه {إِلهًا} مفعول به أول {آخَرَ} صفة {فَسَوْفَ} الفاء استئنافية وسوف حرف استقبال {يَعْلَمُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة مستأنفة {وَلَقَدْ} الواو استئنافية واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق {نَعْلَمُ} مضارع فاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب القسم المقدر والكلام مستأنف {أَنَّكَ} أن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي نعلم {يَضِيقُ} مضارع مرفوع {صَدْرُكَ} فاعل والكاف مضاف إليه {بِما} متعلقان بيضيق وجملة يضيق خبر {يَقُولُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة {فَسَبِّحْ} الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر والجملة لا محل لها {بِحَمْدِ} متعلقان بسبح {رَبِّكَ} مضاف إليه والكاف مضاف إليه {وَكُنْ} الواو عاطفة وكن أمر ناقص واسمها محذوف تقديره أنت {مِنَ السَّاجِدِينَ} متعلقان بالخبر المحذوف.
والجملة معطوفة {وَاعْبُدْ} الواو عاطفة وأمر فاعله أنت ضمير مستتر {رَبَّكَ} مفعول به والكاف مضاف إليه والجملة معطوفة {حَتَّى} حرف غاية وجر {يَأْتِيَكَ} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى والكاف مفعول به مقدم {الْيَقِينُ} فاعل مؤخر وأن والفعل في تأويل مصدر في محل جر بحتى متعلقان باعبد ومعنى اليقين الموت. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سُورَة الْحجر ذكر فِيهَا تِسْعَة أَحَادِيث:
الحَدِيث الأول:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ «واجعله الْوَارِث منا» قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث ابْن الْمُبَارك حَدثنَا يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبيد الله بن زحر عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن ابْن عمر قَالَ: «قَلما كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقوم من مجْلِس حَتَّى يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعْوَات لأَصْحَابه {اللَّهُمَّ اقْسمْ لنا من خشيتك مَا تحول بِهِ بَيْننَا وَبَين مَعَاصِيك وَمن طَاعَتك مَا تبلغنَا بِهِ جنتك وَمن الْيَقِين مَا تهون علينا مصائب الدُّنْيَا وَمَتعْنَا بِأَبْصَارِنَا وَأَسْمَاعِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا واجعله الْوَارِث منا وَاجعَل ثَأْرنَا عَلَى من ظلمنَا وَانْصُرْنَا عَلَى من عَادَانَا وَلَا تجْعَل مُصِيبَتنَا فِي ديننَا وَلَا تجْعَل الدُّنْيَا أكبر هَمنَا وَلَا مبلغ علمنَا وَلَا تسلط علينا من لَا يَرْحَمنَا}».انْتَهَى. قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن وَقد رَوَاهُ بَعضهم عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر. انْتَهَى.
قيل وَصَححهُ الْحَاكِم من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَيْضا أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي كتاب الدُّعَاء من الْمُسْتَدْرك من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ من دُعَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ متعني بسمعي وبصري واجعلهما الْوَارِث مني وَانْصُرْنِي عَلَى من ظَلَمَنِي وَأَرِنِي فِيهِ ثَأْرِي» انْتَهَى.
وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ من حَدِيث اللَّيْث بن سعد أَن خَالِد بن أبي عمرَان حدث عَن نَافِع عَن ابْن عمر.. فذكره بِلَفْظ السّنَن وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ وَلَعَلَّ هَذَا السَّنَد هُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مَحْمُود بن مُحَمَّد الْمروزِي حَدثنَا دَاوُد بن رشيد حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر عَن مُوسَى بن عقبَة عَن الْحسن بن مُحَمَّد ابْن عَلّي عَن أَبِيه عَن عَلّي قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ متعني بسمعي وبصري حَتَّى تَجْعَلهُ الْوَارِث مني وَعَافنِي فِي ديني وَانْصُرْنِي عَلَى من ظَلَمَنِي» مُخْتَصر.
وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الله بن الحكم أَنا بكر عَن عبيد الله بن زحر عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن ابْن عمر.. فذكره قَالَ الْبَزَّار وَعبيد الله بن زحر لين الحَدِيث وَقد تفرد وَرَوَاهُ الْبَزَّار أَيْضا من حَدِيث حَمْزَة الزيات عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «اللَّهُمَّ عَافنِي فِي جَسَدِي وَعَافنِي فِي بَصرِي واجعله الْوَارِث مني لَا إِلَه إِلَّا الله الْحَلِيم الْكَرِيم سُبْحَانَ الله رب الْعَرْش الْعَظِيم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين». انْتَهَى.
وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن حبيب إِلَّا حَمْزَة وَبِالسَّنَدِ والمتن الْمَذْكُورين رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي أخر الدَّعْوَات حَدثنَا يَحْيَى بن مُوسَى حَدثنَا جَابر بن نوح حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ الْحَاكِم إِلَّا أَنه قَالَ: «{وَخذ مِنْهُ بِثَأْرِي}» وَقَالَ حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى.
الحَدِيث الثَّانِي: رُوِيَ «أَن امْرَأَة حسناء كَانَت فِي الْمُصَليَات خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ بعض الْقَوْم يَسْتَقْدِم لَيْلًا ينظر إِلَيْهَا وَبَعض الْقَوْم يسْتَأْخر لينْظر إِلَيْهَا فَنزلت وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم الْآيَة».
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي الصَّلَاة من حَدِيث نوح بن قيس الْحدانِي عَن عَمْرو بن مَالك عَن أبي الجوزاء أَوْس بن عبد الله الربعِي عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «كَانَت امْرَأَة حسناء من أحسن النَّاس تصلي خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ بعض الْقَوْم يتَقَدَّم حَتَّى يكون فِي الصَّفّ الأول لِأَن لَا يَرَاهَا وَيَسْتَأْخِر بَعضهم حَتَّى يكون فِي الصَّفّ الْمُؤخر فَإِذا ركع نظر من تَحت إبطه فَأنْزل الله تَعَالَى: {وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ}» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْخمسين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ، وعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي السَّادِس وَالثَّلَاثِينَ، ورَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَكَذَلِكَ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا ابْن عَبَّاس وَلَا طَرِيقا إِلَّا هَذِه الطَّرِيق انْتَهَى.
وَالتِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه سكت عَنهُ لم يُصَحِّحهُ وَلم يُحسنهُ وَإِنَّمَا قَالَ وَقد رَوَى هَذَا الحَدِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن عَمْرو بن مَالك فَلم يذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس وَهُوَ أشبه أَن يكون أصح من حَدِيث نوح انْتَهَى، وهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره عَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن عَمْرو بن مَالك بِهِ مُرْسلا.
قَوْله عَن الْحَارِث الْأَعْوَر قَالَ كنت جاسا عِنْد عَلّي بن أبي طَالب إِذْ جَاءَ ابْن طَلْحَة فَقَالَ لَهُ عَلّي مرْحَبًا بك يَا ابْن أخي أما وَالله إِنِّي لأرجو أَن أكون أَنا وَأَبُوك مِمَّن قَالَ الله تَعَالَى فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل} فَقَالَ لَهُ قَائِل كلا الله أعدل من أَن يَجْمَعُكَ وَطَلْحَة فِي مَكَان وَاحِد قَالَ فَلِمَنْ هَذِه الْآيَة لَا أم لَك قلت رُوِيَ من حَدِيث الْحَارِث وَمن حَدِيث غَيره، فَحَدِيث الْحَارِث عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَعند الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات قَالَ كنت عِنْد عَلّي بن أبي طَالب إِذْ جَاءَ عمرَان بن طَلْحَة فَقَالَ لَهُ عَلّي مرْحَبًا بك يَا ابْن أخي وَأَدْنَاهُ وَأَجْلسهُ مَعَه ثمَّ قَالَ وَالله إِنِّي لأرجو أَن أكون أَنا وَأَبُوك مِمَّن قَالَ الله تَعَالَى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا عَلَى سرر مُتَقَابلين} قَالَ الْحَارِث الله أجل وَأَعْدل من ذَلِك فَقَالَ: عَلّي فَمن هم إِذا لَا أم لَك... انْتَهَى.
وَأَطْنَبَ الْعقيلِيّ فِي تَكْذِيب الْحَارِث وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل والطبري فِي تَفْسِيره عَن أبي حَبِيبَة مولَى لطلْحَة قَالَ دخل عمرَان بن طَلْحَة عَلَى عَلّي فَذكره نَحوه وَصَححهُ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث ربعي بن حِرَاش قَالَ إِنِّي لعِنْد عَلّي جَالس إِذْ جَاءَهُ ابْن طَلْحَة فَسلم عَلَيْهِ فَرَحَّبَ بِهِ فَقَالَ ترحب بِي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقد قتلت وَالِدي وَأخذت مَالِي قَالَ أما مَالك فَهُوَ مَعْزُول فِي بَيت المَال اغْدُ إِلَيْهِ فَخذه وَأما أَبوك فَإِنِّي أَرْجُو أَن أكون أَنا وَأَبُوك من الَّذين قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا عَلَى سرر مُتَقَابلين} فَقَالَ رجل من هَمدَان الله أعدل من ذَلِك قَالَ فَمن إِذا إِن لم نَكُنْ أُولَئِكَ انْتَهَى، وقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
الحَدِيث الثَّالِث: عَن جَابر قَالَ مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحجر فَقَالَ لنا «لَا تدْخلُوا مسَاكِن الَّذين ظلمُوا أنفسهم إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ حذرا من أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم ثمَّ زجر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاقَته فأسرع حَتَّى خلفهَا».
قلت غَرِيب من حَدِيث جَابر وَلَكِن الثَّعْلَبِيّ قَالَ رَوَى ابْن عمر وَجَابِر قَالَا مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحجر فَذكره إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ قَالَ الْبَغَوِيّ فِي سُورَة الْأَعْرَاف رَوَى أَبُو الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ لما مر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحجر... إِلَى آخِره.
والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ من رِوَايَة ابْن عمر رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي غير مَوضِع وَمُسلم فِي آخر الْكتاب من حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه قَالَ مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحجر فَقَالَ لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تدْخلُوا مسَاكِن الَّذين ظلمُوا أنفسهم إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ حذرا أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم» ثمَّ زجر فأسرع حَتَّى خلفهَا. انْتَهَى، ولَيْسَ فِي الحَدِيث ذكر النَّاقة قَالَ النَّوَوِيّ حذف للْعلم بِهِ قَالَ وَخَلفهَا بتَشْديد اللَّام انْتَهَى، وزَاد فِي طَرِيق آخر وَكَانَ ذَلِك فِي غَزْوَة تَبُوك.
الحَدِيث الرَّابِع: فِي الحَدِيث: «لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ»
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْحِيد من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص.. بِنَحْوِهِ سَوَاء وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث أبي لبَابَة.. بِنَحْوِهِ وَزَاد فِي آخِره فَقلت لِابْنِ أبي مليكَة أَرَأَيْت إِذا لم يكن حسن الصَّوْت قَالَ يُحسنهُ مَا اسْتَطَاعَ انْتَهَى.
وَزَاد فِي حَدِيث سعد قَالَ وَكِيع وَابْن عُيَيْنَة يَعْنِي يَسْتَغْنِي بِهِ انْتَهَى، وذهل النَّوَوِيّ فِي كتاب التِّبْيَان فَعَزاهُ لأبي دَاوُد فَقَط وَقَالَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَادَيْنِ جَيِّدين انْتَهَى.
وَكَذَلِكَ الطَّيِّبِيّ عزاهُ لأبي دَاوُد فَقَط وَلم يعزه الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره للْبُخَارِيّ وَغلط الْقُرْطُبِيّ فِي كِتَابه التذْكَار فَعَزاهُ لمُسلم وَلم يعزه للْبُخَارِيّ وَلَا لأبي دَاوُد وَلم يذكرهُ صَاحب جَامع الْأُصُول فِي كِتَابه أصلا وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه أَيْضا فَقَالَ بعد أَن رَوَاهُ من حَدِيث سعد وَقد رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة بِغَيْر هَذَا الْمَتْن {مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتغني الْقُرْآن} انْتَهَى.